السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يومَ الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبَثَّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل] (١).
وقوله: ﴿وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا﴾. قال ابن جرير: (-أي-: وتجعلون لمن خلق ذلك كذلك أندادًا وهم الأكفاء من الرجال تطيعونهم في معاصي اللَّه).
والمقصود: كيف تجعلون لخالق الأرض في يومين ومالك جميع الإنس والجن وكل أجناس الخلق نظراء وأمثالًا تعبدونهم معه وتصرفون لهم الاستغاثة والدعاء والذبح والنذر وغير ذلك مما لا ينبغي إلا للَّه الخالق الواحد الأحد الصمد.
وقوله: ﴿ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾. قال النسفي: (﴿ذَلِكَ﴾ الذي خلق ما سبق ﴿رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ خالق جميع الموجودات وسيدها ومربيها).
وقوله: ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا﴾. وهي الجبال الثوابت في الأرض تثبتها لئلا تميد بأهلها.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا﴾ [المرسلات: ٢٧].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النبأ: ٦ - ٧].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا﴾ [الرعد: ٣].
٤ - وقال تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [النحل: ١٥].
فَثَبَّتَ اللَّه الأرض بهذه الثوابت وهي الجبال، فكانت كالأوتاد قد دُقَّتْ وَغُرِسَتْ في باطنها وأعماقها، يحفظ اللَّه بها توازن واستقرار هذه الأرض التي ارتضاها سبحانه مكان اختبار عباده فيما بعد. قال النسفي: (إنما اختار إرساءها فوق الأرض لتكون منافع