مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: ٩٦ - ٩٨].
وقوله: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. أي: إنه هو السميع لاستعاذة عباده العليم بأقوالهم وأفعالهم.
وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري قال: [كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قام من الليل كبّر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". ثم يقول: "لا إله إلا اللَّه" ثلاثًا، ثم يقول: "اللَّه أكبر كبيرًا" ثلاثًا، "أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ] (١).
٣٧ - ٣٩. قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (٣٨) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩)﴾.
في هذه الآيات: الليلُ والنهارُ والشمس والقمر آيات كبيرة من آيات اللَّه العظيم. والسجودُ لا يكون إلا للَّه الذي خلقهن فمن استكبر فإن الملائكة جنود كثيرة يسبحون اللَّه وله يسجدون. والأرض الخاشعة تهتز بإذن اللَّه بالماء الذي ينزله عليها -سبحانه- فهو محيي الموتى الحي القيوم.
فقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ الآية.
أي: ومن علاماته الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته الليل والنهار والشمس والقمر. قال ابن كثير: (أي: إنه خلق الليل بظلامه، والنهار بضيائه، وهما متعاقبان لا يَقِرَّان، والشمسَ ونورَها وإشراقَها، والقمرَ وضياءَه وتقديرَ منازِلهِ في فَلَكِه، واختلافَ سيرِه في سمائِه، لِيُعرَف باختلافِ سيره وسيرِ الشمس مقاديرُ الليل النهار، والجُمَع والشهورُ والأعوام، ويتبيَّن بذلك حلول الحقوق، وأوقات العبادات والمعاملات. ثم لما كان