بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٦. قوله تعالى: ﴿حم (١) عسق (٢) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦)﴾.
في هذه الآيات: انتصارٌ من اللَّه الملك العظيم، لهذا الوحي الكريم، أنزله على رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والملائكة للَّه يسبحون لا يفترون، وللمؤمنين يستغفرون، والذين أشركوا باللَّه لا يفلحون.
فقوله تعالى: ﴿حم (١) عسق﴾. تقدم الكلام على أمثال ذلك من الحروف المقطعة في أوائل السور، وأن أهم ما تفيد هو الإعجاز والتحدي.
وقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. انتصار لهذا القرآن العظيم. قال ابن جرير: (هكذا يوحي إليك يا محمد وإلى الذين من قبلك من أنبيائه ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ في انتقامه من أعدائه ﴿الْحَكِيمُ﴾ في تدبيره خلقه).
وقوله تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾.
أي جميع ما في السماوات وما في الأرض تحت قهره وتصريفه، فالكل عبيدٌ له وملك له، وهو الشريف الرفيع الكبير المتعال. والتعالي: الارتفاع.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: ٢٥٥]. والعظيم: هو الكبير. وتعظَّم: تكبَّر.


الصفحة التالية
Icon