٢ - وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: ٦٢].
٣ - وقال تعالى: ﴿فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر: ١٢].
وفي صحيح سنن ابن ماجة عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [مَنْ تعارَّ من الليل، فقال حين يستيقظ: لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم. ثم دعا ربه: رب اغفر لي، غفر له] (١).
وفي جامع الترمذي عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: [ما من عبد مسلم يعود مريضًا لم يحضُرْ أجلُهُ فيقول سبعَ مرات: أسأل اللَّه العظيم ربَّ العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفِيَ] (٢).
وقوله: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ﴾. قال قتادة: (أي من عظمة اللَّه وجلاله). قال السدي: (﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾: يتشققن). وقال الضحاك: (يتصدعن من عظمة اللَّه).
وقوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾. قال ابن عباس: (والملائكة يسبحون له من عظمته). وقال السدي: (﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ قال: للمؤمنين. يقول اللَّه عز وجل: ألا إن اللَّه هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها). قال بعض العلماء: (هَيَّبَ وعظَّم جل وعز في الابتداء، وألطف وبشَّر في الانتهاء). وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر: ٧].
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ﴾. قال النسفي: (أي جعلوا له شركاء وأندادًا ﴿اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ﴾ رقيب على أقوالهم وأعمالهم لا يفوته منها شيء فيجازيهم عليها).
وقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾. أي: وما أنت -يا محمد- بموكل عليهم
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي (٢/ ١٦٩٨)، وكتابي: أصل الدين والإيمان (١/ ٣٩١ - ٣٩٢) في تفصيل معاني الأسماء والصفات.