١٠ - ١٢. قوله تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١٠) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٢)﴾.
في هذه الآيات: إنَّ اللَّه تعالى هو الحَكَمُ وإليه الحُكْم والتقدير، فاطر السماوات والأرض خالق الأزواج من البشر والأنعام ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وبأمره تصريف الأقدار والأرزاق وهو على كل شيء قدير.
فعن مجاهد: (﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾. قال مجاهد: فهو يحكم فيه). أي: له الحكم فيه سبحانه في كتابهِ وسنة نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن الدين قد اكتمل بهما، وأحكام الشريعة قد بُنِيَت جميعها على هذين الأصلين العظيمين.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: ٥٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٣٦].
٣ - وقال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [النساء: ٦٥].
وفي جامع الترمذي وسنن ابن ماجة عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ألا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الحديثُ عَنِّي وهو مُتَّكِئٌ على أريكتِه، فيقول: بَيْنَنَا وبينكم كِتابُ اللَّه، فما وجدنا فيه حلالًا اسْتَحْلَلْناه، وما وجدنا فيه حرامًا حَرَّمناه، وإن ما حَرَّمَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما حَرَّم اللَّه] (١).