وقوله: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. أي: السميع لأقوال عباده العليم بأحوالهم.
وقوله تعالى: ﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾.
﴿رَبِّ﴾ بدل من ﴿ربك﴾. والمعنى: هو رب السماوات والأرض وما بينهما. ومقصود الشرط: إن كان إقراركم للَّه بالربوبية عن علم وإيقان، فإنه هو الذي أنزل الكتب وأرسل الرسل رحمة بكم، وإنه هو السميع لدعاء عباده وقيلهم العليم بما يصلح أحوالهم.
وقوله تعالى: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾.
قال القرطبي: (أي: هو خالق العالم، فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء. ﴿هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ أي: يحيى الأموات ويميت الأحياء. ﴿رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: مالككم ومالك من تقدّم منكم. واتقوا تكذيب محمد لئلا ينزل بكم العذاب).
٩ - ١٦. قوله تعالى: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦)﴾.
في هذه الآيات: تضييقُ اللَّه الخناق على مشركي قريش بالدخان والجهد والقحط حتى لجؤوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يناشدونه بالرحم أن يسأل ربه رفع العذاب، فكشفه تعالى ثم تمادوا فأخزاهم يوم بدر بأشد العقاب.
فقوله تعالى: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾. أي: بل هؤلاء المشركون من قريش في شك يمترون ولا يوقنون. قال النسفي: (وإِن إقرارهم غير صادر عن علم وتيقن بل قول مخلوط بهزء ولعب).
وقوله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ الآيات.
أخرج البخاري ومسلم عن مُسلِم بن صَبيح، عن مسروق قال: قال عبد اللَّه: [إنما