بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ٥. قوله تعالى: ﴿حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥)﴾.في هذه الآيات: انتصار اللَّه تعالى لكتابه العظيم، فهو كتابه المعجز في آياته المسطور، يقابله آيات كبيرة في هذا الكون المنشور، فالسماوات والأرض والمخلوقات والدواب والليل والنهار والحياة والموت والرياح آيات عظيمة تدل على عظمته -تعالى- أصحاب العقول.
فقوله تعالى: ﴿حم﴾ كسابقه، يفيد التحدي والإعجاز، فإن هذا القرآن المعجز للجن والإنس مؤلف من جنس هذه الأحرف التي يتخاطب العرب بها.
وقوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾. انتصار لهذا القرآن المنزل من اللَّه العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبير شؤون خلقه وفي قدره وشرعه وجميع تصريفه.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
قال ابن جرير: (إن في السماوات السبع اللاتي منهن نزول الغيث، والأرض التي منها خروج الخلق أيها الناس لأدلة وحججًا للمصدقين بالحجج إذا تبينوها ورأوها).
وقوله تعالى: ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
أي: وفي خلقكم وخلق ما تفرّق في الأرض من دابة تذب عليها من غير جنسكم آيات وعبر لقوم يوقنون بحقائق الأمور فيقرون بمدلولاتها.