بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٦. قوله تعالى: ﴿حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (٣) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (٦)﴾.
في هذه الآيات: ثناءُ اللَّه تعالى على نفسه وكتابه، وخلقه السماوات والأرض بالحق والكفار في غفلة عن أمره، وتقريع اللَّه المشركين في عبادتهم آلهة ضعيفة من دونه.
فقوله تعالى: ﴿حم﴾ - مفهومه التحدي والإعجاز، شأن الحروف المقطعة التي سبقت في أوائل بعض السور. أي: هذا القرآن من جنس هذه الأحرف، ومع ذلك لا يستطيع أحد مهما أوتي من البلاغة والفصاحة أن يعارضه بمثله.
وقوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ -انتصار لهذا القرآن وثناء عليه، فهو الكتاب المعجز المنزل من اللَّه العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره وشرعه وقدره.
وقوله: ﴿مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾. قال ابن جرير: (ما أحدثنا السماوات والأرض فاوجدناهما خلقًا مصنوعًا، وما بينهما من أصناف العالم إلا بالحق. يعني: إلا لإقامة الحق والعدل في الخلق).


الصفحة التالية
Icon