١٥ - ١٦. قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (١٦)﴾.
في هذه الآيات: وصيةُ اللَّه الإنسان الإحسان إلى والديه، وحثّه إذا بلغ أربعين سنة تأمّل آلاء اللَّه وشكر نعمه عليه، وسؤال اللَّه تعالى إصلاح حاله وذريته ومباشرة العمل الصالح الذي يرضيه.
فقوله: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾.
التوصية: الأمر: والحُسْن ضد القبح، وقوله: ﴿حُسْنًا﴾ - هو كذلك في قراءة قراء المدينة والبصرة. وأما في قراء الكوفة ﴿إِحْسَانًا﴾.
والإحسان خلاف الإساءة. والآية عطف على إخلاص العبادة والتعظيم للَّه.
فكثيرًا ما يعطف سبحانه بين الوصية بإقامة التوحيد وإخلاص العبادة له وبين الوصية ببر الوالدين وحسن صحبتهما والحنوّ عليهما.
ففي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: ٢٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: ١٤].
ومن صحيح السنة العطرة في ذلك أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي بَكْرَةَ قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ (ثلاثًا)، قالوا: بلى يا رسول اللَّه! قال: الإشراك باللَّه، وعقوق


الصفحة التالية
Icon