وفي سنن أبي داود وابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن عمر قال: [لم يكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني وَدُنْياي وأهلي ومالي، اللهم استُر عَوْرَتي وآمِنْ روعاتي، اللهم احفظني من بين يَدَيَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغْتال من تحتي] (١).
وقوله: ﴿إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. أي: إني رجعت من ذنوبي السالفة، وإني لك بالطاعة من الخاضعين.
قال ابن عباس: (﴿إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ﴾: رجعت عن الأمر الذي كنت عليه).
وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾.
أي: هؤلاء الموصوفون بما سبق هم الذين يتقبل اللَّه عنهم أحسن ما عملوا من صالحات الأعمال، ويصفح عن سيئات أعمالهم فلا يعاقبهم عليها.
وقوله: ﴿فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ﴾. قال النسفي: (ومحله النصب على الحال، على معنى: كائنين في أصحاب الجنة ومعدودين فيهم). وقيل: ﴿فِي﴾ بمعنى "مع" -أي: مع أصحاب الجنة، والمعنى واحد.
وقوله: ﴿وَعْدَ الصِّدْقِ﴾ - نصب لأنه مصدر مؤكد لما قبله.
والتقدير: وعد اللَّه أهل الإيمان والعمل الصالح أن يتقبل أحسن أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم وعد الصدق.
وقوله: ﴿الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾. قال القرطبي: (في الدنيا على ألسنة الرسل، وذلك الجنة).
١٧ - ٢٠. قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (١٨) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٩)