٢ - هداية الدلالة والإرشاد.
٣ - هداية التوفيق والإلهام.
٤ - هداية إلى الجنة في الآخرة.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [يونس: ٩]. وقوله تعالى: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ [الحج: ٢٤].
وعن مجاهد: (﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ قال: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدًا).
وقال ابن عباس: (هم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم).
يروي البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن نبيَّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إذا خَلَصَ المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، يتقاصُّونَ مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبُوا وَنُفُّوا أذن لهم بدخول الجنة، والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا] (١).
وله شاهد في المسند من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأحوالكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة] (٢).
وقوله: ﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾. قال مجاهد: (يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم اللَّه لهم لا يخطئون، كأنهم سكانها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدًا). وقال ابن زيد: (بلغنا عن غير واحد قال: يدخل أهل الجنة الجنة، ولهم أعرف بمنازلهم فيها من منازلهم في الدنيا التي يختلفون إليها في عمر الدنيا. قال: فتلك قول اللَّه جل ثناؤه: ﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾).
وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾. سنة عظيمة يمضي عليها أهل حراسة الدين، فينعمون بتأييد اللَّه لهم وتثبيت أقدامهم وقهر أعدائهم. والمعنى: إن تنصروا دين اللَّه ينصركم على الكفار، ويثبت أقدامكم عند

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢٤٤٠) - كتاب المظالم. باب قصاص المظالم.
(٢) حديث صحيح. انظر مسند أحمد (٣/ ١٣)، وكذلك (٣/ ٧٤)، ورواه البخاري بنحوه.


الصفحة التالية
Icon