وفي صحيح مسلم -في حديث الشفاعة- عن أبي هريرة مرفوعًا: [فيأتوني فيقولون: يا محمد! أنت رسول اللَّه وخاتم الأنبياء، غفر اللَّه لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه] الحديث (١).
وفي صحيح سنن الترمذي عن أنس قال: [أنزلت على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ مرجعه من الحديبية، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لقد نزَلَتْ عليَّ آيةٌ أحبُّ إليَّ مما على الأرض". ثم قرأها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عليهم]- وقد مضى أصله بتمامه.
وقوله: ﴿وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾. قال ابن جرير: (بإظهاره إياك على عدوك، ورفعه ذكرك في الدنيا، وغفرانه ذنوبك في الآخرة).
وقوله: ﴿وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾. أي: ويرشدك طريقًا قويمًا لا اعوجاج به.
وقوله تعالى: ﴿وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾. قال النسفي: (قويًا منيعًا لا ذل بعده أبدًا). أي: وينصرك اللَّه -يا محمد- على من ناوأك وحاربك نصرًا أكيدًا يحمل العز والشوكة لك وللمؤمنين معك بعد الجهاد والصبر.
وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ما نقصَتْ صدقةٌ من مال، وما زاد اللَّه عبدًا بعفوٍ إلا عِزًا، وما تواضع أحدٌ للَّه إلا رفعه اللَّه] (٢).
وأخرج الخطيب في "التاريخ"، والديلمي بسند صحيح عن أنس مرفوعًا: [النَّصْرُ مع الصَّبر، والفرجُ مع الكرب، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا، وإن مع العُسْرِ يُسْرًا] (٣).
٤ - ٧. قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (٤) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٥٨٨) - كتاب البر والصلة، باب استحباب العفو والتواضع، وأخرجه الترمذي (٢٠٢٩)، وأحمد (٢/ ٢٣٥)، وابن حبان (٣٢٤٨).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (١٠/ ٢٨٧)، والديلمي (٤/ ١١١ - ١١٢).