الشيطان، أو يخلق اللَّه ذلك في قلوبهم. ﴿وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ أن اللَّه لا ينصر رسوله).
وقوله: ﴿وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾. قال مجاهد: (هالكين). وقال قتادة: (فاسدين لا يصلحون لشيء من الخير). قلت: والبور في لغة العرب: الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه. وقوم بور: هَلْكى - حكاه الرازي والجوهري.
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا﴾.
قال ابن كثير: (أي: من لم يُخلِص العمل في الظاهر والباطن للَّه فإنَّ اللَّه تعالى سَيُعَذِّبُهُ في السعير، وإن أظهرَ للناس ما يعتقدون خِلاف ما هو عليه في نفس الأمر).
وقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.
أي: وللَّه سلطان السماوات والأرض فهو الحاكم الملك المتصرف في شؤون ما خَلَق، فلا أحد يقدر على دفع أمره -معشر المنافقين- إن أراد تعذيبكم أو العفو عنكم. فبادروا بالتوبة من تَخَلُّفِكُم عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإن اللَّه يغفر للتائبين وهو الغفور الرحيم.
١٥ - ١٧. قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (١٧)﴾.
في هذه الآيات: فَضْحُ اللَّه تعالى المنافقين في هَمِّهم جمع الغنائم رغم التكذيب بالحق والرسول الكريم، وتوجيه اللَّه رسوله لدعوتهم لاختبار قادم يُكْشَفُ فيه أهل الصدق من الكاذبين. وإعذار اللَّه الأعمى والأعرج والمريض ووعده المخبتين للَّه


الصفحة التالية
Icon