٣ - وعن الزهري، قال. (بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب). وفي رواية عنه قال: (لم يأت أولئك بعد).
٤ - وقال مجاهد: (هم رجال أولو بأس شديد، ولم يعيّن فرقة) -واختاره ابن جرير- وهو الأقرب واللَّه تعالى أعلم.
وقوله: ﴿تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ﴾. قال ابن كثير: (يعني يُشرَعُ لكم جِهادهم وقتالُهم، فلا يزال ذلك مستمرًا عليهم، ولكم النصرة عليهم، أو يُسلمِون فيدخُلُون في دينكم بلا قتال بل باختيار).
وقوله: ﴿فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾. أي: فإن تخبتوا لأمر اللَّه وتنفروا للجهاد وقتال أعداء هذا الدين فلكم الأجر الجزيل بِعِزِّ الدنيا وسعادةِ الآخرة، وإن تتخلفوا كما فعلتم يوم المسير إلى مكة -زمن الحديبية- فإن عذاب اللَّه نازل بكم.
وقوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾.
قال قتادة: (عذر اللَّه أهل العذر من الناس). قال الضحاك: (يعني في القتال). وقال ابن زيد: (في الجهاد في سبيل اللَّه). أي. ليس على الأعمى ضيق ولا المريض ولا الأعرج في شهود الحرب للعلل بهم. قال المهايميّ: (﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ﴾: وإن أمكنه القتال بإحساس صوت مشي العدوّ، ومشي فرسه، لكن يصعب عليه حفظ نفسه عنه. ﴿وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ﴾ أي: وإن أمكنه القتال قاعدًا، لكن لا يمكنه الكرّ والفرّ، ولا يقوى قوة القائم. ﴿وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ أي: فإنه وإن أمكنه الإبصار والقيام، فلا قوة له في دفع العدوّ، فضلًا عن الغلبة عليه).
وقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.
قال القاسمي: (أشار تعالى إلى أن هؤلاء، وإن فاتهم الجهاد لا ينقص ثوابهم إذا أطاعوا اللَّه ورسوله). يعني: الأعمى والأعرج والمريض.
وعموم الآية يفيد أن من يطع اللَّه ورسوله فيجيب إلى حرب أعداء اللَّه يدخله جنات النعيم، ومن يتخلف يعذبه بالخزي والمذلّة في الدنيا، ثم في الآخرة في عذاب الجحيم.