بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ٣. قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)﴾.في هذه الآيات: ذكر بعض الآداب التي ينبغي أن يكون عليها المؤمنون في معاملتهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كالتوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، وخفض الصوت عن صوته عليه الصلاة والسلام.
فقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾. قال ابن عباس: (لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة). وقال: (نُهوا أن يتكلّموا بين يدي كلامه). وقال مجاهد: (لا تَفَتَاتُوا (١) على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشيء حتى يقضيَ اللَّه تعالى على لسانه). وقال الضحاك: (لا تقضوا أمرًا من دون اللَّه ورسوله من شرائع دينِكم). وقال ابن زيد: (لا تقطعوا الأمر دون اللَّه ورسوله).
أخرج البخاري عن ابن أبي مليكة أن عبد اللَّه بن الزبير أخبرهم: [أنه قدم ركب من بني تميم على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال أبو بكر: أَمِّرْ القعقاع بن معبد بن زرارة. فقال عمر: بل أمِّر الأقرعَ بن حابس. قال أبو بكر: ما أراد إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ - حتى انقضت] (٢).
(١) افتات الكلام: أي ابتدعه، كذا في كلام العرب.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨٤٧)، والواحدي (٧٥٢) من حديث عبد اللَّه بن الزبير.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨٤٧)، والواحدي (٧٥٢) من حديث عبد اللَّه بن الزبير.