بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٥. قوله تعالى: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (٤) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥)﴾.
في هذه الآيات: ثناء اللَّه تعالى على القرآن بوصفه بالمجيد، وتوبيخ المشركين في إنكارهم المعاد وانغماسهم في الضلال البعيد، واللَّه تعالى يعلم ما تنقص الأرض من أجسادهم وعنده كتاب حفيظ.
فقوله: ﴿ق﴾ - هو كأشباهه من الحروف التي ذكرت في أوائل السور.
وقوله: ﴿وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾. قال سعيد بن جبير: (الكريم). قال القرطبي: (﴿وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ أي الرفيع القدر).
وجواب القسم هو مضمون الكلام بعد القسم. قال ابن كثير: (وهو إثبات النبوّة، وإثباتُ المعاد، وتقريره وتحقيقُه).
وقوله تعالى: ﴿بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ﴾.
أي: تعجبوا أن أرسل اللَّه إليهم بشرًا منهم من بني آدم، ولم يأتهم ملك برسالة من عند اللَّه، فقالوا هذا شيء عجيب.
وقوله تعالى: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾. تَعَجُّبٌ آخر من الكافرين من المعاد وبعث الأجساد.
قال الضحاك: (قالوا: كيف يحيينا اللَّه، وقد صرنا عظامًا ورفاتًا، وضللنا في الأرض). قال النسفي: (﴿ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ مستبعد مستنكر).
وقوله: ﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ﴾. قال ابن عباس: (يقول: ما تأكل الأرض من


الصفحة التالية
Icon