وقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. أي: لتعلموا أن الخالق تعالى واحد لا شريك له، فيستوجب ذلك عليكم إفراده بالتعظيم والعبادة.
وقوله: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾. أي: فاهربوا أيها الناس من عقاب اللَّه إلى رحمته، وذلك بالإيمان والعمل الصالح.
وقوله: ﴿إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾. أي: إني لكم من اللَّه نذير بيّن النذارة أنذركم عقابه.
وقوله: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾. أي: فاحذروا أن تشركوا به شيئًا، فإن الشرك مدعاة لعقابه. قال أبو السعود: (وفيه تأكيد لما قبله من الأمر بالفرار من العقاب إليه تعالى، لكن لا بطريق التكرير -كما قيل- بل بالنهي عن سببه، وإيجاب الفرار منه).
وقوله: ﴿إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾. أي: قد أبان النذارة وصدقكم التحذير.
٥٢ - ٦٠. قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (٥٩) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٦٠)﴾.
لْي هذه الآيات: تشابهُ سلوك الأمم في تكذيب المرسلين، وإنما على الرسول الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، وغاية الخلق الخضوع للَّه والصدق في العبودية واللَّه هو الرزاق ذو القوة المتبن. وويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون.
فقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾.
تسلية لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عما يلقاه من ردّ قومه وتكذيبهم للوحي والنبوة. قال القرطبي: (أي كما كذّبك قومك وقالوا ساحر أو مجنون، كذّب من قبلهم وقالوا مثل قولهم).
وقوله: ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ﴾. أي: فهل أوصى قريشًا بالتكذيب آباؤهم الماضون فقبلوا