قلت: ولا مانع من تعميم القيام سواء كان من نوم أو مجلس أو لصلاة في الليل أو النهار، وقد ورد في السنة الصحيحة ما يؤيد ذلك في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري وأصحاب السنن عن عبادة بن الصامت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [مَنْ تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا اللَّه، وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. سبحانَ اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه، ثم قال: ربِّ اغفر لي -أو قال: ثم دَعَا- استُجِيب له، فإن عزَمَ فتوضأ ثم صلّى تُقبلت صلاتُه] (١).
الحديث الثاني: أخرج أبو داود والنسائي ورجاله ثقات عن أبي بَرْزَةَ الأسلمي قال: [كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول بأخَرَةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنتَ، أستغفرك وأتوب إليك". فقال رجل: يا رسول اللَّه، إنك لتقولُ قولًا ما كنتَ تقولُه فيما مضى؟ ! قال: "كفارة لما يكون في المجلس"] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [مَنْ جَلَسَ في مَجْلِسٍ فكَثُرَ فيه لَغَطُهُ فقال قبل أن يقوم من مَجْلِسِه ذلك: سُبْحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلا أنْتَ، أستغفرك وأتوبُ إليك. إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسِه ذلك] (٣).
الحديث الرابع: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال: [كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذا قام من الليل كبَّر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك" ثم يقول: "لا إله إلا اللَّه" ثلاثًا، ثم يقول: "اللَّه أكبر كبيرًا" ثلاثًا "أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ] (٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٨٥٩)، والنسائي (١٠٢٥٩) - ورجاله ثقات.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٣٤٣٣) - أبواب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من مجلسه. انظر صحيح الترمذي (٢٧٣٠)، ورواه ابن حبان (٥٩٤)، والحاكم (١/ ٥٣٦).
(٤) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٧٧٥) - في الصلاة. انظر صحيح سنن أبي داود (٧٠١).