بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٥. قوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (٥)﴾.
في هذه الآيات: التنبيهُ على اقتراب الساعة للغافلين، وانشقاق القمر بمكة أمام أعين المشركين، ومقابلتهم ذلك بالتكذيب والاتهام بالسحر شأن الأولين المستكبرين.
فقوله: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾. أي: قربت ودنت الساعة التي تقومِ فيها القيامة. وهو كقوله تعالى: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾ [النجم: ٥٧]. وكقوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ١]. وكقوله: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل: ١]. قال ابن جرير: (﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾: هذا من اللَّه تعالى ذكره إنذار لعباده بدنوّ القيامة، وقرب فناء الدنيا، وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم، وهم عنها في غفلة ساهون).
ومن كنوز السنة المطهرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي اللَّه عنه قال: [رأيتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لإصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام: بُعِثْتُ والساعة كهاتين] (١).
الحديث الثاني: أخرج أحمد في المسند على شرط الشيخين عن إسماعيل بن عُبَيد اللَّه قال: قدِم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك، فسأله: ماذا سَمِعْتَ من
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (٤٩٣٦)، كتاب التفسير، وأخرجه مسلم (٢٩٥٠)، كتاب الفتن، ورواه أحمد في المسند (٥/ ٣٣٨).


الصفحة التالية
Icon