وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾ [طه: ١٠٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٠٦].
قال ابن عباس: (تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البدعة والفُرْقَة).
وقوله: ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾. أي: تأخذ الملائكة بنواصي المجرمين، أي بشعور مقدم رؤوسهم، وأقدامهم فيقذفونهم في النار. قال الضحاك: (يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره). وقيل: تسحبهم الزبانية إلى النار تارة بجرّهم من نواصيهم وتارة بجزهم من أقدامهم. والنواصي جمع ناصية.
والمقصود: المبالغة في إهانة المجرمين والطغاة يوم القيامة.
وقوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. أي: فبأي نعم ربكما -معشر الثقلين- في فصل أهل الطاعة يوم القيامة عن أهل المعصية، وإهانة المجرمين، تكذبان؟ !
وقوله تعالى: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ﴾. أي: يقال لهم تقريعًا وتوبيخًا: هذه النار التي كنتم تجحدون، فهي اليوم على مرأى أبصاركم تنظرون.
وقوله تعالى: ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾. قال قتادة: (يطوفون مرة بين الحميم ومرة بين الجحيم، والجحيم النار، والحميم الشراب). وعن ابن عباس: (﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾، أي: قد انتهى غَلْيُه، واشتد حَرُّه). فقوله: ﴿آنٍ﴾ أي: حار شديد الحرارة، قد بلغ غايته في حرّه وحميمه، واشتد غليانه. وكل شيء قد أدرك وبلغ فقد أَنَى.
وقوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. قال القاسمي: (أي من عقوبته أهل الكفر به، وتكريمه أهل الإيمان به).
٤٦ - ٦١. قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٩) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥١) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٣) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ