الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد بسند على شرط مسلم عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [للرَّجُلِ من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حُلّةً، يُرى مُخُّ ساقها من وراء الثياب] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: [لَرَوْحَةٌ في سبيل اللَّه، أو غَدْوَةٌ خَيْرٌ من الدنيا وما فيها، ولقابُ قوسِ أحدكم من الجنة أو موضِعُ قِيدٍ -يعني سَوْطَهُ- خَيْرٌ من الدنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأةً من أهل الجنة اطّلعتْ إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأتْهُ ريحًا، ولَنَصِيفُها -أي خمارها- على رأسعها خَيْرٌ من الدنيا وما فيها] (٢).
الحديث الثالث: أخرج مسلم في الصحيح عن إسماعيل بن عُلَيَّةَ قال: أخبرنا أيوبُ عن محمد -أي: ابن سيرين- قال: إمّا تَفاخروا وإما تذاكرَوا: الرجالُ في الجنة أكثرُ أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أَولمْ يَقُلْ أبو القاسم -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنَّ أوَّلَ زُمْرة تدخُلُ الجنة على صورة القمر ليلة البَدْر، والتي تليها على أضوء كوكبٍ دُرِّيٍّ في السماء، لِكُلَّ امْرئٍ منهم زوجتان اثنتان، يُرَى مُخُّ سوقِهما مِنْ وراءِ اللَّحْمِ، وما في الجنة عَزَبٌ] (٣).
وقوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. أي: فبأي مثل هذه النعم الموصوفة لكم من جميل الثواب -معشر الجن والإنس- تكذبان؟ !
وقوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾. قال قتادة: (عملوا خيرًا فجوزوا خيرًا). وقال ابن زيد: (ألا تراه ذكرهم ومنازلهم وأزواجهم، والأنهار التي أعدّها لهم، وقال: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ حين أحسنوا في هذه الدنيا أحسنا إليهم أدخلناهم الجنة).
والمقصود: ليس من مقابل للإحسان في العمل في الدنيا إلا الإحسان في الثواب وحسن الاستقبال في الآخرة، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.
٦٢ - ٧٨. قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣)

(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٢/ ٣٤٥)، وإسناده على شرط مسلم، وتفرّد به أحمد.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢٧٩٦)، كتاب الجهاد والسير، ورواه أحمد (٣/ ٢٦٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٣٤)، كتاب الجنة ونعيمها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، وصحفاتهم وأزواجهم.


الصفحة التالية
Icon