١ - قال عثمان بن أبي سودة: (﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾: أولهم رواحًا إلى المساجد، وأسرعهم خفوقًا في سبيل اللَّه).
٢ - قال محمد بن سيرين: (هم الذين صلوا إلى القبلتين، دليله قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾).
٣ - عن محمد بن كعب القُرظي قال: (إنهم الأنبياء).
٤ - عن سعيد بن جبير قال: (السابقون إلى التوبة وأعمال البر، قال اللَّه تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [آل عمران: ١٣٣] ثم أثنى عليهم فقال: ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٦١]).
٥ - عن ابن عباس قال: (إنهم أربعة: منهم سابق أمة موسى وهو حزقيل مؤمن آل فرعون، وسابق أمة عيسى وهو حبيب النجار صاحب أنطاكية، وسابقان في أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وهما أبو بكر وعمر رضي اللَّه عنهما).
٦ - قال ابن جرير: (هم الذين سبقوا الناس أولًا إلى الإيمان باللَّه ورسوله).
قلت: والراجح عندي مما سبق أن السابقين هم حملة لواء الحق في كل زمان من كل أمة، الذين ربطوا مستقبلهم ومصيرهم بمستقبل هذا الحق وهذا الدين العظيم.
فقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" وعنه الديلمي بسند جيد عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [في كل قرن من أمتي سابقون] (١). وفي رواية: [لكل قرن من أمتي سابقون]. وفي طريق آخر من حديث أنس بلفظ: [لكل قرن سابق].
وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾. تأكيد لحسن استقبالهم يوم القيامة من ربهم، فإن الجزاء من جنس العمل.
١٣ - ٢٦. قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ