وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾.
إخبار عن خلقه تعالى السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم علوه على العرش بعد خلقهن.
ففي صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي هريرة قال: أخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيدي فقال: [خلق اللَّه التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدوابّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة، في آخِر الخلق، في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل] (١).
قال شيخ المفسرين -الإمام ابن جرير- رحمه اللَّه: (﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ يقول تعالى ذكره: هو الذي أنشأ السماوات السبع والأرضين، فدبّرهن وما فيهنّ، ﴿ثُمَّ اسْتَوَى﴾ على عرشه، فارتفع عليه وعلا).
وقوله: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾. أي: عدد ما يدخل فيها من حبٍّ وقَطْر، ﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ أي: من زرع ونبات وثمار. ﴿وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ﴾ أي: من البَرَدِ والأمطار، والثلوج والأقدار، وجميع الأحكام والأوامر والقضاء مع الملائكة الأبرار. ﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ أي من الأعمال مع الملائكة الأخيار.
في التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: ٥٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: ١٥].
٣ - وقال تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٤].
وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى قال: [قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بِخَمْسِ كلماتٍ فقال: إن اللَّه عزَّ وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه،