تلَفًا]. ورواه الطبراني مثل ابن حبان، إلا أنه قال: "بباب من أبواب السماء".
قال النووي في شرح مسلم: (قال العلماء: هذا في الإنفاق في الطاعات ومكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحو ذلك، بحيث لا يذم، ولا يسمى سرفًا، والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا).
وقوله: ﴿فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾. أي: يعطيه ثوابه أضعافًا مضاعفة، قد تتجاوز سبع مئة الضعف.
وقوله: ﴿وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾. قال القاسمي: (أي: جزاء شريف جميل. والجملة حالية، أو معطوفة مشيرة إلى أن الأجر كما زاد كَمُّهُ، زاد كيفُهُ).
١٢ - ١٥. قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥)﴾.
في هذه الآيات: مشهدُ النجاة للمؤمنين والمؤمنات والفوز العظيم، ومشهد الذل والخزي والهوان على المنافقين والمنافقات يوم الدين.
فقوله: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾. أي: قدّامهم. قال الحسن: (يعني على الصراط). وقال عبد اللَّه بن مسعود: (على قَدْر أعمالهم يمرّون على الصِّراط، مِنهم مَنْ نورُه مثل الجبل، ومنهم مَنْ نورُهُ مثل النخلة، ومِنهم مَنْ نورُه مثلُ الرجل القائم، وأدناهم نورًا مَنْ نورُه في إبهامه يَتَّقِدُ مرَّةً ويَطْفَأُ مرَّة). رواه ابن جرير في "التفسير".
قلت: والآية تعمّ النور على الصراط وفي عموم الموقف في المحشر يوم القيامة. فقد أخرج الإمام أحمد في المسند، ونعيم بن حماد في "زوائد الزهد" بسند صحيح لغيره عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: [قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ له بالسجود يومَ القيامة، وأنا أوَّلُ من يرفع رأسَه، فأنْظُر بين يَدَيَّ، فأعرفُ أمتي من بين