وقوله: ﴿أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾. قال القرطبي: (في بيعهم، لأنهم باعوا الجنة بجهنم، وباعوا الهدى بالضلالة).
أخرج الإمام أحمد في المسند، وأبو داود في السنن، بسند حسن عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [ما مِنْ ثلاثةٍ في قَرْيةٍ ولا بَدْوٍ، لا تُقامُ فيهم الصلاةُ إلا قد استحوذَ عليهم الشيطانُ، فعليكَ بالجماعة فإنما يأكل الذئبُ القاصيةَ] (١).
٢٠ - ٢٢. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)﴾.
في هذه الآيات: كتابةُ اللَّه النصر للمؤمنين والخزي على الكافرين، والولاء والبراء جزء من منهج الإيمان عند المسلمين، وأهله هم حزب اللَّه وأهل رضوانه وقد وعدهم اللَّه جنات النعيم.
فعن قتادة: (﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ يقول: يعادون اللَّه ورسوله). وقال مجاهد: (يعادون، يشاقّون).
فقوله: ﴿يُحَادُّونَ﴾. أي هم في حدٍّ، والشرع في حدٍّ، فهم مجانبون للحق مشاقون له، قد جعلوا أنفسهم في ناحية بعيدة عن ناحية الهدى والرشاد.
وقوله: ﴿أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ﴾. أي هم في أهل الذلة والصغار والشِّقوة.
وقوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾. قال قتادة: (كتب اللَّه كتابًا وأمضاه).