رواية: فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وَيَنْكتُها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات] (١).
وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾. قال ابن كثير: (أي بصنيعه هذا الذي أراد أن يوهِمَ به الرعيّةَ أنه يعمل شيئًا يتوصَّل به إلى تكذيب موسى - عليه السلام-).
وقرأ قراء المدينة والكوفة: ﴿وَصُدَّ﴾، في حين قرأ ذلك أبو عمرو وقراء البصرة: ﴿وَصُدَّ﴾ -أي: وأعرض. وهما قراءتان معروفتان.
وقوله: ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾. قال ابن عباس: (يقول: في خسران). وقال قتادة: (أي في ضلال وخسار). وقال ابن زيد: (التباب والضلال واحد).
٣٨ - ٤٤. قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (٣٩) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (٤٠) وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤)﴾.
في هذه الآيات: تحذيرُ مؤمن آل فرعون قومه غرور الحياة الدنيا، وترغيبه لهم في طاعة اللَّه الموصلة إلى جنات النعيم، وتوضيحه لهم أن ما هم عليه من الكفر ونشر الفساد في الأرض يوصل إلى عذاب الجحيم. وأنهم سيذكرون يومًا قوله ونصيحته لهم واللَّه هو السميع البصير العليم.

(١) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم ص (١٨٨). وكتابي: أصل الدين والإيمان -عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان- (١/ ١٧٧) لمزيد من الأدلة في بحث العلو.


الصفحة التالية
Icon