فانظري، فذهبَت فنظرتْ فلم تَر مِنْ حاجتها شيئًا، فقال: لو كانت كذلك ما جامَعْتُها] (١).
وأخرج النسائي بسند صحيح عن ابن عمر وابن عباس: [أنهما شهدا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه نهى عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير، ثم تلا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الآية: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾] (٢).
وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. أي: خافوا عذاب اللَّه، بتعظيم أوامره وترك معصيته، فإنه تعالى شديد العقاب لمن عصاه، وخالف أمره أو أمر رسوله فأباه.
٨ - ١٠. قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)﴾.
في هذه الآيات: ثناءُ اللَّه تعالى على المهاجرين والأنصار أهل السبق إلى الإيمان، وبيان حال الذين جاؤوا من بعدهم أهل الفضل والإحسان.
فقوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾. بيان من اللَّه تعالى لحال الفقراء المهاجرين المستحقين للفيء. فقد أخرجهم كفار مكة، أي أحوجوهم إلى الخروج.
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح سنن النسائي (٥٢١٥)، ورواه مسلم (٦/ ٩٥) دون تلاوة الآية.