عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} إلى آخر الآية، ثم قرأ: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ﴾ إلى آخر الآية، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، ثم تلا: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ إلى آخر الآية، فقال: هؤلاء الأنصار، قال: وقال: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ إلى آخر الآية، قال: فهذه استوعبت الناس، ولم يبق أحدٌ من المسلمين، إلا وله في هذا المال حق، إلا ما تملكون من رقيقكم، فإن أعش إن شاء اللَّه، لم يبق أحد من المسلمين، إلا سيأتيه حقه حتى الراعي بـ "سرو حمير" يأتيه حقه، ولم يعرق فيه جبينه] (١).
وفي لفظ: (واللَّه ما من أحد من المسلمين إلا وله حق في هذا المال، أعطي منه أو منع حتى راع بـ "عدن").
الحديث الثاني: أخرج أبو داود بسند صحيح عن عمر قال: [﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾ [الحشر: ٦]، هزه لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خاصة، قُرى عرينة فدك وكذا وكذا، ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [الحشر: ٧]، و ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾ [الحشر: ٨]، و ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [الحشر: ٩]، و ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ [الحشر: ١٠]، فاستوعبت هذه الآية الناس، فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حق].
قال أيوب: (أو قال: حظ، إلا بعض من تملكون من أرقائكم) (٢).
الحديث الثالث: أخرج الشافعي والبيهقي بسند صحيح عن الزهري عن مالك بن أوس أن عمر رضي اللَّه عنه قال: [ما من أحد إلا وله فى هذا المال حق، أعطيه أو منعه، إلا ما ملكت أيمانكم] (٣).
١١ - ١٧. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٢٩٦٦) - كتاب الخراج والإمارة والفيء. باب في صفايا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأموال. انظر صحيح سنن أبي داود (٢٥٧٠)، والإرواء (٥/ ٨٣ - ٨٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الشافعي (١١٥٩)، وعنه البيهقي (٦/ ٣٤٧)، وانظر تخريج "الإرواء" -حديث رقم- (١٢٤٥).