أعمالهم، يهدي من يستحق الهداية، ويضل من يستحق الضلال، ويثيب ويعاقب كلًا باستحقاقه.
٤٥ - ٥٠. قوله تعالى: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (٤٧) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (٤٨) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (٤٩) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٥٠)﴾.
في هذه الآيات: نجاةُ مؤمن آل فرعون في الدنيا والآخرة، وإحاطة العذاب بفرعون وجنده في الغرق ثم في القبر ثم في نار الآخرة المستعرة. وتصويرُ اللَّه تعالى حوار الرؤساء مع أتباعهم من المجرمين في صورة من الخزي والتحسّر والندم حيث لا سبيل إلى نيل العفو أو المغفرة.
فقوله: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾. قال قتادة: (كان قبطيًا من قوم فرعون، فنجا مع موسى). والمقصود: نجاه اللَّه مع موسى من الغرق، وفي الآخرة أدخله الجنة ووقاه النار.
وقوله: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾. قال ابن جرير: (ما ساءهم من عذاب اللَّه، وذلك نار جهنم).
وقوله: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾. فيه إثبات لعذاب القبر.
وعن مجاهد: (قوله: ﴿غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ قال: ما كانت الدنيا). قال قتادة: (يعرضون عليها صباحًا ومساء).
وقد جاء إثبات عذاب القبر في صحيح السنة المطهرة في أحاديث، منها: