الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم عن عائشة: [أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاكِ اللَّه عذابَ القبر. قالت عائشة: فدخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليّ فقلت: يا رسول اللَّه، هل للقبر عذابٌ قبل يوم القيامة؟ قال: لا، وعَمَّ ذلك؟ قالت: هذه اليهودية، لا نصنع إليها شيئًا من المعروف إلا قالت: وقاكِ اللَّه عذابَ القبر. قال: "كذبت يهود. وهم على اللَّه أكذب، لا عذابَ دونَ يوم القيامة". ثم مكث بعد ذلك ما شاء اللَّه أن يمكُثَ، فخرج ذات يوم نِصْفَ النهار مُشتملًا بثوبه، مُحمرَّةً عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: القبرُ كقِطع الليل المظلم! أيها الناس، لو تعلمون ما أعلمُ بكيتم كثيرًا وضحِكْتُم قليلًا، أيها الناس، استعيذوا باللَّه من عذاب القبر، فإن عذابَ القبر حق] (١).
وفي رواية: [قالت عائشة: ثم قال لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد ذلك: وإنّه أُوحِي إليّ أنكم تفتنون في قبوركم] (٢).
الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه عن أنس: [أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرَّ بنخل لبني النجار، فسمع صوتًا فقال: ما هذا؟ قالوا: قبر رجل دفن في الجاهلية، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لولا أن تدافنوا لدعوت اللَّه عز وجل أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني] (٣).
وله شاهد عنده من حديث جابر قال: [دخل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا نخلًا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم، فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فزعًا، فأمر أصحابه أن تعوذوا من عذاب القبر] (٤).
الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم عن زيد بن ثابت قال: [بينما النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حائط لبني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به، فكادت تلقيه، وإذا أقبر
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٦/ ٢٣٨)، وإسناده على شرط الشيخين أيضًا.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٣/ ٢٠١)، وكذلك (٣/ ١٠٣)، وابن حبان (٧٨٦) وهو سند على شرط الشيخين. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٥٨).
(٤) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٣/ ٢٩٣ - ٢٩٦) بسند صحيح متصل على شرط مسلم.