وقوله: ﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾. أي: مما لذّ وطاب من المطاعم والمشارب التي تسرّون بها.
وقوله: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: فالذي فعل هذه الأفعال، وأنعم عليكم أيها الناس هذه النعم، هو اللَّه الذي لا تنبغي الألوهة إلا له، وربكم الذي لا تصلح الربوبية لغيره، لا الذي لا ينفع ولا يضر، ولا يخلق ولا يرزق ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ يقول: فتبارك اللَّه مالك جميع الخلق جنّهم وإنسهم، وسائر أجناس الخلق غيرهم).
وقوله: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾.
أي: هو الباقي الذي لا يموت، الحيّ أزلًا وأبدًا، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ أي: لا عديل له ولا شبيه ولا نظير، فأخلصوا له العبادة والتعظيم.
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إنَّ اللَّه حرَّمَ على النار من قال لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه عز وجل] (١).
وفي "الحلية" لأبي نعيم بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعًا:
[من قال: "لا إله إلا اللَّه" أَنْجَتْهُ يومًا من دهره، أصابه قبل ذلك ما أصابه] (٢).
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. قال الفراء: (هو خبر، وفيه إضمار أمر، أي ادعوه واحمدوه).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا: [لأن أقول: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس] (٣).
وفيه أيضًا عن سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه قال: [جاء أعرابي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: عَلِّمني كلامًا أقوله. قال: قل لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، اللَّه أكبر كبيرًا والحمد للَّه كثيرًا، سبحان اللَّه رب العالمين، لا حول ولا قول إلا باللَّه العزيز الحكيم.
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٤٦)، والبيهقي في "الشعب" (١/ ٥٦)، وأخرجه البزار في "مسنده" (رقم - ٣)، وانظر السلسلة الصحيحة (١٩٣٢).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨/ ٧٠) - كتاب الذكر، باب: في فضائل التسبيح.