وعن مجاهد: (﴿يُسْجَرُونَ﴾ قال: يوقد بهم النار). وقال السدي: (يحرقون في النار). وعن ابن زيد: (يوقد عليهم فيها).
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ تقريع وتوبيخ.
أي: يقال لهم أين الذين كنتم تشركون بعبادتكم إياها من دون اللَّه من الأوثان والآلهة والطواغيت حتى يغيثوكم وينقذوكم مما أنتم متورطون اليوم فيه من الخزي والعذاب فإن المعبود يغيث من عبده وخدمه!
وقوله: ﴿قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا﴾.
قال ابن جرير: (فيجيب المساكين: ﴿ضَلُّوا عَنَّا﴾ -يقول-: عدلوا عنا فأخذوا غير طريقنا وتركونا في هذا البلاء، بل ما ضلوا عنا، ولكنا لم نكن ندعو من قبل في الدنيا شيئًا، أي لم نكن نعبد شيئًا).
والمقصود: قالوا ذهبوا عنا فلم ينفعونا ثم جحدوا عبادتهم في محاولة للخروج من المأزق بأي سبيل. كما قال سبحانه: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ﴾. قال النسفي: (مثل ضلال آلهتهم عنهم يضلهم عن آلهتهم حتى لو طلبوا الآلهة أو طلبتهم الآلهة لم يتصادقوا. أو كما أضل هؤلاء المجادلين يضل سائر الكافرين الذين علم منهم اختيار الضلالة على الدين).
وقوله تعالى: ﴿ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ﴾.
الفرح هنا: هو السرور بالباطل. والمرح: هو الأشر والبطر. والآية توبيخ لهم بما كانوا يفرحون بالمعاصي ويمرحون بالكبر والبطر.
قال مجاهد: (﴿بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ قال: تبطرون وتأشَرون). وعن ابن عباس: (الفرح والمرح: الفخر والخيلاء، والعمل في الأرض بالجاهلية، وكان ذلك في الشرك، وهو مثل قوله لقارون ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ وذلك في الشرك).
وقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾.
قال ابن جرير: (-يقول-: ادخلوا أبواب جهنم السبعة من كل باب مِنها جزء مقسوم منكم، فبئس منزل المتكبرين في الدنيا على اللَّه أن يوحدوه ويؤمنوا برسله اليوم جهنم).