وفي صحيح مسلم عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، معَ كل زمام سبعون ألف ملك يجرُّونها] (١).
٧٧ - ٧٨. قوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٧٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (٧٨)﴾.
في هذه الآيات: تسليةُ اللَّه تعالى نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأمره بالصبر، واقتراب الفرج، وطريق المرسلين. فإنه ما كان لرسول أن يأتي بآية أو نصر من عنده وإنما هو أمر اللَّه الذي ينزل بالنقمة على القوم المجرمين.
فقوله: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾. قال القاسمي: (أي فاصبر على جدال هؤلاء المتكبرين في آيات اللَّه، وعلى تكذيبهم، فإن وعد اللَّه إياك بالظفر عليهم، حق ثابت).
وقوله: ﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾.
أي: فإما نرينك يا محمد في حياتك بعض ما وعدنا هؤلاء المشركين من العذاب والانتقام أو قبضناك إلينا قبل حلول ذلك بهم فإلينا مصيرك ومصيرهم فنحكم عند ذلك بينك وبينهم بالحق، فنكرمك بجوارنا في جنات النعيم، ونخلدهم في النار في العذاب المهين. قال ابن كثير: (﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ﴾ أي: في الدنيا. وكذلك وقع، فإن اللَّه تعالى أقرَّ أعيُنهم من كُبَرائهم وعظمائهم، أُبيدوا في يوم بدر. ثم فتح اللَّه عليه مكة وسائر جزيرة العرب في حياته -صلى اللَّه عليه وسلم-).
وقوله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾. تسلية من اللَّه تعالى لرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن من الرسل من قصّ عليه سبحانه خبرهم وكيف أهلك مكذبيهم من أقوامهم، ومنهم أضعاف مضاعفة مما لم يقصص