ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق ذلك أحاديث، منها:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّهُ قال: [يُصْبِحُ على كُلِّ سلامى مِنْ أحدِكم صَدَقَةٌ، فكل تَسْبيحةٍ صَدَقةٌ، وكُلُّ تحميدةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تهليلةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تكبيرةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمعروف صَدَقَةٌ، ونَهْيٌ عن المنكر صَدقَةٌ، ويُجْزئ مِنْ ذلك ركْعتان يَرْكَعُهُما من الضحا] (١).
الحديث الثاني: روى أحمد وأبو داود -واللفظ له- بإسناد صحيح عن بريدة قال: سَمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [في الإنسان ثلاث مئة وسِتّون مَفْصِلًا فعليه أن يتصدَّق عَنْ كلِّ مَفْصلٍ مِنْهُ بصدقة. قالوا: ومن يطيق ذلك يا نبي اللَّه؟ قال: النُّخاعة في المسجد تَدْفِنُها والشيء تُنَحِّيهِ عن الطريق، فإن لم تجِدْ فَرَكعتا الضحا تُجْزِئُكَ] (٢).
وقوله: ﴿وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾. قال ابن جرير: (وهم بقيام الساعة وبعث اللَّه خلقه أحياء من قبورهم من بعد بلائهم وفنائهم منكرون).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾.
قال مجاهد: (﴿لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ قال: محسوب). وقال السدي: (قال بعضهم: غير منقوص، وقال بعضهم: غير ممنون عليهم). وقال غيره: (لا مقطوعٌ ولا مجبوبٌ). والراجح أنه أجر مستمر غير مقطوع ولا منقوص ولا مجبوب، مقابل ما كانوا عليه من الإيمان والعمل الصالح واستمروا على ذلك حتى لاقوا ربهم. وأما تفسير بعضهم: غير ممنون عليهم فقد رده بعض الأئمة بقوله تعالى: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: ١٧]، وقوله عن أهل الجنة: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [الطور: ٢٧].
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (٢) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾ [الكهف: ٢ - ٣].

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٧٢٠) - كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحا.
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٥٢٤٢) - باب في إماطة الأذى عن الطريق. انظر صحيح أبي داود (٤٣٦٥). ورواه أحمد وابن خزيمة كما في صحيح الترغيب (١/ ٦٦٤).


الصفحة التالية
Icon