٦ - ٨. قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨)﴾.
في هذه الآيات: أمْرُ اللَّه تعالى عباده المؤمنين الاجتهاد في طاعته هم وذريتهم للنجاة من عذابه الأليم، وتصوير مشهد الخزي يوم القيامة على الكافرين والمنافقين، ومشهد النجاة والسرور والفرح في دخول المؤمنين جنات النعيم.
فقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾. قال سفيان، عن منصور عن رجل، عن علي بن أبي طالب قال: (يقول: أدّبوهم، علِّموهم). - رواه ابن جرير.
وعن ابن عباس: (﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ يقول: اعملوا بطاعة اللَّه، واتقوا معاصي اللَّه، ومُروا أهليكم بالذكر يُنْجيكم اللَّه من النار). وقال مجاهد: (اتقوا اللَّه، وأوصوا أهليكم بتقوى اللَّه). وقال قتادة: (يقيهم أن يأمرهم بطاعة اللَّه، وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليهم بأمر اللَّه يأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت للَّه معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها). وعن الضحاك: (حقٌّ على المسلم أن يُعَلِّم أهله من قرابتِه وإمائه وعبيده ما فرَض اللَّه عليهم، وما نهاهم اللَّه عنه).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: ١٣٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: [لما أنزلت هذه الآية: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قريشًا فاجتمعوا فعمَّ وخَصَّ، فقال: يا بني كعب بن لؤي