أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مُرَّة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدِ شمسٍ أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مَناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من اللَّه شيئًا، غير أن لكم رحِمًا سأبُلُّها ببلالها] (١).
وفي سنن أبي داود عن سبرة قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: [مُروا الصَّبيَ بالصلاة إذا بلغ سَبْعَ سنين، وإذا بلغَ عَشْرَ سنين فاضربوه عليها] (٢).
وله شاهد عنده من حديث عبد اللَّه بن عمرو بلفظ: [مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع] (٣).
قال ابن كثير: (قال الفقهاء: وهكذا في الصوم، ليكون ذلك تمرينًا له على العبادة لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المَعْصية، وتَرْك المنكر، واللَّه الموفق).
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة أنّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا أوْتَرَ يقول: [قومي فَأوتري يا عائشة] (٤).
وفي مسند أحمد وسنن أبي داود من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [رحم اللَّه رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضحَ في وجهها الماء. رحم اللَّه امرأة قامت من الليل فَصَلّت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء] (٥).
وقوله: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾. قال ابن جرير: (يقول: حطبها الذي يوقد على هذه النار بنو آدم وحجارة الكبريت). وعن مجاهد: (هي حجارةٌ من كبريت، أنتنُ من الجيفة).
وقوله: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ﴾. قال القرطبي: (يعني الملائكة الزبانية غِلاظ القلوب لا يرحمون إذا استرحموا، خُلِقوا من الغضب، وَحُبِّبَ إليهم عذابُ الخلق

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٠٤) - كتاب الإيمان. وانظر صحيح البخاري (٤٧٧١).
(٢) حسن صحيح. أخرجه أبو داود (٤٩٤) - كتاب الصلاة. باب متى يؤمر الغلام بالصلاة.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٩٥) - كتاب الصلاة. انظر صحيح أبي داود (٤٦٦).
(٤) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٧٤٤)، وأحمد (٢/ ١٥٢)، (٢/ ٢٠٥) من حديث عائشة.
(٥) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (١٣٠٨)، وأحمد (٢/ ٢٥٠)، النسائي (٣/ ٢٠٥) وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon