خامسًا: أن يترك الصحبة الفاسدة التي تحمله على الموبقات. وأن يهاجر من الأرض والقرية التي يعمل أهلها المنكرات، إلى القرى والبلاد التي يغلب على أهلها فعل الحسنات.
وأما ترتيب أدلتها من الكتاب والسنة:
١ - قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: ٢٠١].
٢ - أخرج أحمد وابن ماجة بسند حسن عن ابن معقل قال: [دخلت مع أبي على عبد اللَّه، فسمعته يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "النَّدمُ توبة". فقال له أبي: أنت سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "الندم توبة"؟ قال: نعم] (١).
ورواه الطبراني من حديث أبي سعيد الأنصاري بلفظ: [الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له].
٣ - قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٣٥].
٤ - قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨].
وفي مسند أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [نفسُ المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه] (٢).
٥ - قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ٩٧].
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري -في قصة الرجل قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم كمّل بالراهب مئة، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فنصحه فقال له-: [ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسًا يعبدون
(٢) حديث صحيح. رواه أحمد من حديث أبي هريرة. انظر تخريج: "مشكاة المصابيح" (٢٩١٥).