عنها بقولها عندك). قال ابن جرير: (فاستجاب اللَّه لها فبنى لها بيتًا في الجنة).
وقوله: ﴿وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ﴾. قال القرطبي: (تعني بالعمل الكفر. وقيل: من عمله من عذابه وظلمه وشماتته. وقال ابن عباس: الجماع).
وقوله: ﴿وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾. قال مقاتل: (القبط). وقال الكلبي: (أهل مصر). قال ابن جرير: (تقول: وأخلصني وأنقذني من عمل القوم الكافرين بك، ومن عذابهم). وهذه المرأة هي آسية بنت مزاحم، رضي اللَّه عنها.
أخرج أبو يعلى بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعًا: [إنّ فرعون أوْتدَ لامرأتِه أربعة أوتادٍ في يديها ورِجْليها، فكان إذا تفرّقوا عنها ظلّلتها الملائكة، فقالت: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، فكشف لها عن بيتها في الجنة] (١).
وله شاهد عند الحاكم والطبري بسند على شرط الشيخين من حديث سلمان رضي اللَّه عنه قال: [كانت امرأة فرعون تُعَذَّبُ بالشمس، فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة].
وشاهد عند البيهقي في "شعب الإيمان" عن ثابت عن أبي رافع قال: [وتَدَ فرعون لامرأته أربعة أوتاد، ثم حمل على بطنها رحىً عظيمة حتى ماتت]-وهو مرسل صحيح-.
وقوله: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾. قال ابن كثير: (أي: حَفِظَتْه وصانته. الإحصان: هو العَفاف والحُرمة. ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا﴾، أي: بواسِطة المَلَك، وهو جبريلُ، فإن اللَّه بَعَثَهُ إليها فتَمَثَّلَ لها في صورة بَشَر سَوِيٍّ، وأمره اللَّه تعالى أن ينفُخ بفيه في جيب دِرْعِها، فنزلت النفخةُ فَوَلَجَت في فَرْجها، فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام).
وقوله: ﴿وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ﴾. أي: بقدره وشرعه. قال قتادة: (يقول: آمنت بعيسى، وهو كلمة اللَّه ﴿وَكُتُبِهِ﴾ يعني التوراة والإنجيل).
وقوله: ﴿وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾. أي: من المطيعين المخبتين. قال قتادة: (يقول: وكانت من القوم المطيعين).