٢٠ - ٢٧. قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧)﴾.
في هذه الآيات: تنبيهُ العباد أن النصر والرزق بيد اللَّه العلي الكريم، الذي خلق الأرض وبَثَّ فيها العباد وجعل لهم السمع والأبصار ليشكروه وإليه المرجع يوم الحشر العظيم، يوم يرسل اللَّه الخزي والندامة والمذلة على الكافرين.
فقوله: ﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ﴾. تبكيت وتقريع بالمشركين الذين عبدوا مع اللَّه آلهة يبتغون بذلك النصر والرزق، ويظنون أنها تقربهم إلى اللَّه زلفى. قال ابن جرير: (يقول: من هذا الذي هو جند لكم أيها الكافرون به ينصركم من دون الرحمن إن أراد بكم سوءًا، فيدفع عنكم ما أراد بكم من ذلك).
وقول: ﴿إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ﴾. قال القرطبي: (من الشياطين، تَغرّهم بأن لا عذاب ولا حساب).
وقوله: ﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ﴾. أي: أم من هذا الذي هو يطعمكم ويسقيكم، ويأتي بأقواتكم ويغدق عليكم ويعطيكم حوائجكم، إن قطع اللَّه رزقه عنكم؟ !
وقوله: ﴿بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾. قال ابن عباس: (يقول: في ضلال). وقال جماهد: (﴿بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾ قال: في كفور). والمقصود: بل استمروا في طغيانهم وتماديهم وضلالهم وشرودهم عن الحق.