الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السماوات والأرض مقدار خمسين ألف سنة، ويوم كان مقداره ألف سنة، يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد، فذلك مقداره ألف سنة، لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمس مئة عام).
قلت: والآية دليل واضح من أدلة العلو للَّه تعالى فوق جميع خلقه، فوق السماوات السبع فوق العرش العظيم.
ففي التنزيل:
١ - قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: ٥].
٢ - وقوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ﴾ [فاطر: ١٠].
٣ - وقوله تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾ [الملك: ١٦].
ومن كنوز السنة العطرة في آفاق ذلك أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفحر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذي باتوا فيكم فيسألهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون. أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهو يصلون] (١).
الحديث الثاني: أخرج أحمد في المسند بسند جيد عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا، فأتى موسى عليه السلام فلطمه، فذهب بعينه، فعرج إلى ربه عز وجل فقال: يا رب بعثتني إلى موسى فلطمني فذهب بعيني، ولولا كرامته عليك لشققت عليه. قال: ارجع إلى عبدي فقل له: فليضع يده على ثور، فله بكل شعرة وارت كفه سنة يعيشها] الحديث (٢).
الحديث الثالث: حديث المعراج -في الصحيحين وغيرهما- عن أنس وفيه: [ثم
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد، وأصله وشاهده في الصحيحين. انظر: "مختصر العلو" (٨٦).