عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: [احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينُك] الحديث (١).
وقوله تعالى: ﴿فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾. أي: فمن التمس لفرجه منكحًا سوى زوجته أو ما ملكت يمينه فهو بذلك متعد حدود اللَّه، ماض في طريق معصيته.
وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وإلا الذين هم لأمانات اللَّه التي ائتمنهم عليها من فرائضه وأمانات عباده التي اؤْتُمِنُوا عليها، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم، وعهود عباده التي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه راعون، يرقبون ذلك، ويحفظونه فلا يضيعونه، ولكنهم يؤدّونها ويتعاهدونها على ما ألزمهم اللَّه وأوجب عليهم حفظها).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٨].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: ٣٤].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [مَنْ حَمَلَ علينا السلاح فليس مِنّا، ومَنْ غَشَّنا فليس منا] (٢).
وفي الصحيحين من حديث أنس قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: [لكل غادر لواء يومَ القيامة، يقال: هذه غَدْرةُ فلان] (٣).
وفي جامع الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [المسلم أخو المسلم، لا يخونُه، ولا يَكذِبُه، ولا يخذُله، كل المسلم على المسلم حرام، عِرضُه ومالُه ودمُه] (٤).
وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ﴾. أي: والذين لا يكتمون الشهادة التي استشهدوا عليها، بل يؤدونها صحيحة غير مبدلة ولا معدّلة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٠١)، كتاب الإيمان. وانظر كذلك الحديث (١٠٠)، (١٠٢).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٠/ ٤٦٤)، (١٢/ ٢٩٩)، وأخرجه مسلم (١٧٣٥).
(٤) حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي (١٥٧٢)، وكذلك (١١٥٢) من حديث ابن عمر.