الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [مَنْ أحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقه، ويُنْسَأَ له في أثرِه، فليصل رحِمه] (١).
وفي رواية: [مَنْ سَرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه أو يُنْسَأَ له في أثرِهِ فليصل رَحِمَه] (٢).
قال الألباني رحمه اللَّه: (هذا الحديث نص في أن صلة الرحم سبب للزيادة في الرزق وطول العمر، ولا ينافيه أن الرزق والعمر مقدران، فإنهما مقدران بأسبابهما. ألا ترى أن دخول الجنة أو النار مقدر أيضًا، ومع ذلك فدخولهما مربوط بالسبب من الإيمان أو الكفر. قال: فإذا قلنا طال عمره حقيقة بصلته للرحم فهو كما لو قلنا: دخل الجنة بإيمانه ولا فرق).
الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عائشة، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لها: [إنّه من أعطي حظّه من الرفق، فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار] (٣).
الحديث الثالث: أخرج الطبراني بسند حسن عن أنس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر] (٤).
وقوله: ﴿إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. قال ابن كثير: (أي: بادِرُوا بالطاعة قبل حلول النقمة، فإنه إذا أَمَرَ تعالى بِكَوْنِ ذلك لا يُرَدُّ ولا يُمانَعُ، فإنه العظيم الذي قَهَرَ كُلَّ شيءٍ، العزيزُ الذي دانت لعِزَّته جميع المخلوقات).
٥ - ٢٠. قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (٧) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (٨) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (٩)
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢٠٦٧)، كتاب البيوع. باب من أحب البَسْطَ في الرزق. وانظر مختصر صحيح مسلم (١٧٦٢) - تحقيق الألباني. وكذلك التعقيب عليه ص (٤٧٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٦/ ١٥٩) ورجاله ثقات. وله شاهد رواه الترمذي (١/ ٣٦٢).
(٤) حديث حسن. انظر تخريج "الترغيب" (٢/ ٣١)، وصحيح الجامع الصغير (٣٦٩١). وسنده حسن.