وقال سفيان: (بلغني أنه أربعة آلاف دينار). وقال ابن جرير: (وهو الكثير الممدود عدده أو مساحته) - إشارة إلى الأراضي والمال.
وقوله تعالى: ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا﴾. قال مجاهد: (كان بنوه عشرة، وقوله: ﴿وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا﴾ قال: من المال والولد). أي: وبسطت له في العيش بسطًا.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾. أي: ثم يأمل ويطمح أن أزيده مالًا وثروة وولدًا فوق ما أعطيته. كلا ليس الأمر كذلك كما يرجو، فإنه كان لآياتنا وحججنا جاحدًا معاندًا. قال الحارث: (معاندًا عنها، مجانبًا لها).
وعن قتادة: (﴿كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ قال: كفورًا بآيات اللَّه جحودًا بها).
وقوله تعالى: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾. قال مجاهد: (مشقة من العذاب). وقيل: هو جبل في جهنم يصعد بها يوم القيامة ثم يهوي إرهاقًا وتعبًا من العذاب.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾. أي: فَكَّرَ في شأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والقرآن و ﴿وَقَدَّرَ﴾ أي هيأ الكلام في نفسه. قال قتادة: (زعموا أنه قال: واللَّه لقد نظرت فيما قال هذا الرجل، فإذا هو ليس له بشعر، وإنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنه ليعلو وما يعلى، وما أشك أنه سحر، فأنزل اللَّه فيه: ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾: قبض ما بين عينيه وكلح).
وقوله تعالى: ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾. أي لُعِنَ. وقيل: فَقُهر وغُلبَ، وكل مُذَلَّل مُقَتَّل.
وقال الزهري: (عُذِّب، وهو من باب الدعاء). وقال ناسٌ: ﴿كَيْفَ﴾ تعجيب، والمقصود: العجب كل العجب مما صدر منه في شأن القرآن بعد فكر وروية؟ !
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾. قال القرطبي: (﴿ثُمَّ قُتِلَ﴾ أي لُعِنَ لعنًا بعد لعن. وقيل: فقتل بضرب من العقوبة، ثم قتل بضرب آخر من العقوبة ﴿كَيْفَ قَدَّرَ﴾ أي على أي حال قَدر).
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ نَظَرَ﴾. أي: بأي شيء يرد الحق ويدفعه. وإنما هو المكر والكذب.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾. ﴿عَبَسَ﴾ أي قبض بين عينيه وقطَّب. ﴿وَبَسَرَ﴾ أي: كلح وكره. قال النسفي (﴿ثُمَّ عَبَسَ﴾ قطب وجهه ﴿وَبَسَرَ﴾ زاد في التقبض والكلوح).
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ﴾. قيل: ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ﴾ أي ولَّى وأعرض ذاهبًا إلى أهله