ب - هداية الدلالة والإرشاد.
ج - هداية التوفيق والإلهام.
د - الهداية إلى الجنة يوم القيامة.
وقد فصلت هذا البحث في كتابي: "أصل الدين والإيمان، عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان"، فلله الحمد والمنة.
فهداية السبيل هنا هي بيان طريق النجاة والسعادة في الدارين، وقد قام بذلكَ الرسل صلوات اللَّه وسلامه عليهم على أكمل وجه.
ففي صحيح مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إنه لم يكن نبيّ قبلي إلا كان حقًا عليهِ أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم...] الحديث (١).
وقوله: ﴿إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾. قال قتادة: (إما شاكرًا للنعم وإما كفورًا لها).
قال ابن جرير: (فيكون قوله: ﴿إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ حالًا من الهاء التي في هديناه، فيكون معنى الكلام إذا وجه ذلكَ إلى هذا التأويل: إنا هديناهُ السبيل، إما شقيًا وإما سعيدًا). وقيل التأويل: إنا بينا لهُ طريق الجنة، وعرفناه سبيله، إن شكر، أو كفر.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [والقرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك، كُلُّ الناس يغدو، فبايعٌ نفسَهُ، فمعتِقُها، أو موبِقها] (٢).
قال القرطبي: (وجمع بين الشاكر والكفور، ولم يجمع بين الشكور والكفور مع اجتماعهما في معنى المبالغة، نفيًا للمبالغة في الشكر، وإثباتًا لها في الكفر، لأن شكر اللَّه تعالى لا يُؤدَّى، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتفِ عن الكفر المبالغة).
والمقصود: لما كان الشكر قلّ من يتصف به قال: ﴿شَاكِرًا﴾، ولما كان الكفر كثيرًا
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٢٣)، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، في ختام حديث.