٢ - هذه التذكرة والعظة هي في صحف مكرمة مطهرة، بأيدي ملائكة كرام بررة.
٣ - العجب من كفر الإنسان مع إحسان اللَّه إليه، وهو خلقه سبحانه وأعطاه وأماته وأقبره وسيقف غدًا بين يديه.
٤ - حثّ الإنسان على النظر في نعم اللَّه عليه، من الماء والطعام والنبات والفواكه والثمار والحدائق التي سخّرها إليه.
٥ - التهديد بقدوم الصاخة وهي القيامة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وجميع خلانه.
٦ - الوجوه يوم الحساب ضاحكة مستبشرة، أو عليها غبرة ترهقها قترة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ١٦. قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦)﴾.
في هذه الآيات: عتابٌ لطيف من اللَّه سبحانه لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد انشغل يومًا بتكليم بعض عظماء قريش طمعًا في إسلامه، فأعرضَ عن ابن أم مكتوم الذي جاءه يسأل عن شيء من أمر دينه، وعبس في وجهه وأقبل على الآخر رغبة في هدايته، فكان العتاب تذكرة وعبرة وعظة، في صحف مكرمة مطهرة، بأيدي ملائكة كرام على ربهم، أتقياء صادقين في إيمانهم.
فقوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾. قال ابن جرير: (﴿عَبَسَ﴾: قبض وجهه تكرُّهًا، ﴿وَتَوَلَّى﴾ يقول: وأعرض). وقال القرطبي: (﴿عَبَسَ﴾ أي كلح بوجهه. ﴿وَتَوَلَّى﴾ أي أعرض بوجهه).
وقوله تعالى: ﴿أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى﴾. "أنْ" في موضع نصب لأنه مفعول له، والتقدير:


الصفحة التالية
Icon