عظمته: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء: ١٠٤].
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾. أي: وإذا الجحيم أوقد عليها فأحميت. قال قتادة: (سعّرها غضب اللَّه، وخطايا بني آدم).
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾. أي: وإذا الجنة قرّبت وأدنيت. قال الضحاك وقتادة والربيع بن خُثَيم: (أي قربت إلى أهلها).
وقوله تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾. جواب ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ وما بعدها.
والمقصود: علمت كل نفس ما أحضرته عند نشر الصحف، من خير أو شر.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ [آل عمران: ٣٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ [القيامة: ١٣].
أخرج الحاكم بإسناد صحيح من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: [تعلمون المعادَ إلى اللَّه، ثم إلى الجنة أو إلى النار، وإقامةٌ لا ظعن فيه، وخلودٌ لا موت، في أجسادٍ لا تموت] (١).
وروى ابن أبي حاتم بسنده عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (نزلت: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، قال عمر: لما بلغ ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾ قال: لهذا أُجري الحديث). والمقصود: إذا الشمس كورت وكانت هذه الأشياء والأهوال التي ذكرت، عملت نفس حينئذ ما أحضرت من عملها وما أعدّت لمستقبلها.
١٥ - ٢٩. قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شَاءَ