في رقتها وحسن فرشها، وعليها الحور العين. قال النسفي: (﴿مَرْفُوعَةٌ﴾ من رفعه المقدار أو السَّمْك، ليرى المؤمن بجلوسه عليه -أي السرير- جميع ما خَوَّلَهُ ربه من الملك والنعيم).
وقوله تعالى: ﴿وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ﴾. الأكواب جمع كوب، وهي الأباريق التي لا آذان لها.
والمقصود: قد أعدت أواني الشراب وأرصدت لطالبيها.
قال ابن جرير: (وعني بقوله ﴿مَوْضُوعَةٌ﴾: أنها موضوعة على حافة العين الجارية، كلما أرادوا الشرب، وجدوها ملأى من الشراب).
وقوله تعالى: ﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾. النمارق: الوسائد والمرافق. واحدها نُمْرُقة. قال ابن عباس: (النمارق: الوسائد). أو قال: (المجالس). وقال أيضًا: (﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾ يقول: المرافق).
والمقصود: وسائد ومطارح مصفوفة بعضها إلى بعض، أينما أراد المؤمن الجلوس جلس على واحدةٍ منها واستند إلى الأخرى.
وقوله تعالى: ﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾. قال ابن عباس: (الزرابي البُسُط). وقال قتادة: (﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾: المبسوطة).
والمقصود: وبسط عراض فاخرة مفرقة في المجالس هَاهنا وهاهنا لمن أراد الجلوس عليها.
١٧ - ٢٦. قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (٢٦)﴾.
في هذه الآيات: تنبيهُ اللَّه تعالى عباده إلى النظر في مخلوقاته العجيبة، وتركيباتها الغريبة، فالإبل والجبال والسماء والأرض تحتاج إلى نظرة دقيقة، وهذه الذكرى تنفع