رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [مَنْ أعتقَ رقَبةً مؤمنة أعتقَ اللَّه منه بكل عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا من النار، حتى يُعْتِقَ فرْجَهُ بِفرْجِهِ] (١).
الحديث الرابع: أخرج الطبري بسند على شرط مسلم عن أبي نَجِيح قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [أَيَّما مُسلِمٍ أعتقَ رجُلًا مُسلمًا فإنَّ اللَّه جاعِلٌ وقاءَ كل عَظْمٍ من عِظامه عظْمًا من عِظام مُحَرِّرِه من النار. وَأَيُّما امرأة مُسلمة أعتقتْ امرأة مسلمةً فإن اللَّه جاعل وقاءَ كلِّ عظم من عِظامِها عظمًا من عِظامها من النار] (٢).
الحديث الخامس: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن كثير بن مُرَّة، عن عمرو بن عَبَسَةَ: أنه حدَّثهم: أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [مَنْ بنى مسجدًا لِيُذْكَرَ اللَّهُ فيه بنى اللَّه له بيتًا في الجنة. ومن أعتق نفسًا مسلمةً كانت فِديته من جهنّم. ومن شابَ شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة] (٣).
الحديث السادس: أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن البراء بن عازب قال: [جاء أعرابي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه! عَلّمني عملًا يدخلني الجنةَ. فقال: لئن كُنْتَ أقصرت الخطبةَ لقد أعرضت المسألة. أعتق النسمةَ، وفكّ الرقبة. فقال: يا رسول اللَّه! أوليستا بواحدةٍ؟ قال: لا، إن عِتْقَ النسمة أن تنفرد بِعِتْقها، وفَكَّ الرقبة أن تُعين في عِتقها. والمِنْحة الوكوفُ، والفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم تُطِق ذلك فأطعم الجائعَ، واسقِ الظمآن "واؤْمُر بالمعروف وانه عن المنكر"، فإن لم تطق ذلك فَكُفَّ لسانك إلا من الخير] (٤).
وقوله تعالى: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾. السَّغَبُ: الجوع، والساغب الجائع. قال ابن عباس: (﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾: ذي مَجاعةٍ). وقال إبراهيم النَّخَعِيُّ: (في يومٍ الطعامُ فيه عزيز). وقال قتادة: في يومٍ يُشتهى فيه الطعام).
والمقصود: إن من سبل اقتحام العقبة إطعام الطعام وخاصة عند انتشار الجوع ووجود الحاجة إليه، فإطعامه فضيلة وهو مع الجوع أفضل.
(٢) حديث صحيح. أخرجه الطبري (٣٧٣١٧)، وإسناده على شرط مسلم. وله طرق.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٣٨٦)، وإسناده على شرط مسلم.
(٤) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٢٩٩)، وإسناده حسن، وله شواهد.