وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإسراء: ١٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)﴾ [العصر: ١ - ٣].
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد اللَّه مرفوعًا: [لا يرحم اللَّه مَنْ لا يرحم الناس] (١).
وله شاهد صحيح رواه الحافظ العراقي عن أنس بن مالك مرفوعًا: [والذي نفسي بيده لا يضع اللَّه رحمته إلا على رحيم. قالوا: كلنا يرحم. قال: ليس برحمة أحدكم صاحبه، يرحم الناس كافة] (٢).
وأخرج البخاري في الأدب المفرد بسند قوي عن عبد اللَّه بن عمرو يرفعه: [مَنْ لَمْ يرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حَقَّ كبيرنا، فليسَ منا] (٣).
وأخرج الديلمي بسند حسن في الشواهد عن معقل بن يسار مرفوعًا: [أفضل الإيمان الصبرُ والسماحة] (٤).
وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾. أي المتصفون بهذه الصفات هم أصحاب اليمين، الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم. وقال يحيى بن سلام: (لأنهم ميامينُ على أنفسهم).
وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾. أي: أصحاب الشمال. قال محمد بن كعب: (أي يأخذون كتبهم بشمائلهم). قال يحيى بن سلام: (لأنهم مشائيم على أنفسهم).
وقوله تعالى: ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾. قال ابن عباس: (مغلقة الأبواب).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الحافظ العراقي في "المجلس ٨٦ من الأمالي" (٢/ ٧٧)، وله شاهد عند ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٠٣). وانظر "الصحيحة" (١٦٧).
(٣) حديث حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٣٥٥)، وأبو داود في "السنن" (٤٩٤٣)، والترمذي (١٩٢٠)، وهو حديث قوي وله شواهد.
(٤) حسن لغيره. أخرجه الديلمي (١/ ١/ ١٢٨)، وابن أبي شيبة في "الإيمان" (٤٣).