وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: ٧٨].
ومن صحيح السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [كُلُّ مولودٍ يولد على الفِطْرةِ، فأبواه يهوِّدانه، أو يُنَصِّرانه، أو يُمَجِّسانه، كما تولد البهيمةُ بهيمة جمْعاء هل تُحسُّون فيها من جدعاء] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ] (٢).
الحديث الثالث: خرّج مسلم في الصحيح، وأحمد في المسند، عن عياض بن حِمَار قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [قال اللَّه عز وجل: إني خلقت عبادي حُنَفاءَ، فجاءتهم الشياطين فاجتالَتْهُم عن دينهم] (٣).
وقوله تعالى: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾. أي عَرَّفها طريق الفجور وطريق التقوى ومآل كل منهما. قال ابن عباس: (﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾: بَيَّنَ لها الخيرَ والشر). وقال سعيد بن جبير: (ألهمها الخير والشر). وقال مجاهد: (عَرَّفها الطاعة والمعصية). وقال ابن زيد: (جعل فيها فجورها وتقواها).
وفي صحيح مسلم عن أبي الأسود الدِّيلِيِّ قال: قال لي عِمْرانُ بنُ الحُصَيْنِ: أَرأَيْتَ ما يَعْملُ الناسُ اليومَ ويكدحونَ فيه، أشيْءٌ قُضِيَ عليهم ومضى عليهم مِنْ قَدَرِ ما سَبَقَ؟ أو فيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتاهم به نبيُّهم وثَبَتَت الحُجَّةُ عليهم؟ فقلتُ: بل شيءٌ قُضِيَ عليهم، ومضى عليهم، قال: فقال: أفلا يكونُ ظُلْمًا؟ قال: فَفَزِعْتُ مِنْ ذلكَ فَزَعًا

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٧٧٥)، ومسلم (٢٦٥٨)، وأحمد (٢/ ٢٥٣)، وغيرهم.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (٦٤١٢) - كتاب الرقاق.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٦٥)، وأحمد (٤/ ٢٦٦)، وابن حبان (٦٥٣)، وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon